yo
Image hosting by Photobucket

Friday, September 15, 2006

أحلام الفتاة الطائرة

تأملت الزُجاجتين و بَدَت عَليها الحيرة حَقا..
"مممم.."
ثُم بدا عليها أنها قد حَسَمَت تَرَدُدَّها أخيرا, فلم يبد لها طِلاء الأظافِر الأبيض مناسباً لليومِ على كلِ حال..
انهمَكت في طِلاء أظافِر قدَميها باللونِ الأحمر و هي تُدندِن "خُذوني إلى بيسان".. تتخذُ قراراً فورياً بتسمية ابنتها "بيسان".. ف"هُناك يشيعُ الحنان".. تَنتقلُ إلى أظافرِ يديها مُحاولةً إلهاء نفسها عن تِلك البُرودة التي تَكتنفها مُنذ الصَباح.. "بابٌ و شباكان بيتُنا في بيسان".. تُنهي طِلاء أظافِرها و تَجلِسُ ساهمة في إنتظار جفاف الطلاء..
ا
ترى من مكانها بالونا يطير في الأفق.. انفلت من يد أحد الأطفال لابد.. ربما يبكي الآن؟.. تتذكر حلمها الطفولي بأن تمسك بأكبر عدد من البالونات حتى تطير.. تبتسم حين تتذكر حكيها عن حلمها:
-"يعني إنتِ هتنفخي عشر بلالين.. بعدين تمسكيهم و تطيري؟!"
يبدو عليها نفاد الصبر, ثم تجيب بلهجة العالم ببواطن الأمور:
-"لأ طبعا!! اللي هطير بيها دي بلالين هليوم بابا هيجبهالي.. مش بلالين عادية زي بتاعتكم يعني.."
تتنبه عندما يغيب البالون عن ناظريها. لقد جف طلاء الأظافر.
ا
تمشي حافية نحو دولابها لتختار ما تلبسه اليوم.. تختار أحد القمصان الصيفية, ثم تقرصها برودة الجو فتمتد يدها نحو الكنزة الصوفية أيضا.. ترتدي ملابسها في صمت, ثم تقف أمام المرآة لتعقص شعرها تلك العقصة الطفولية.. تبتسم لانعكاسها و تمضي..
ا
تقف في مدخل بنايتها.. تأخذها الرياح الباردة على حين غرة, فتضم أطراف الكنزة على بالون وحيد و طفل يبكي و طفلة تحلق عاليا بإتجاه بيسان.. و تمضي بإتجاه الميدان.. و يكون آخر ما تقع عيناها عليه قبل أن يبتلعها الزحام: المؤشر الذي يتوسط الميدان, و في وسطه تظهر درجة الحرارة "35"..

Make a New Post